الحمد لله الَّذي بنعمه تتمُّ الصالحات، الَّذي هدانا لهذا وما كُنَّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله.
والصلاة والسلام على إمام الدُّعاة، الرحمة المُهداة، والنِّعمة المُسداة، سيِّدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا مُحَمَّد، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته، واهتدى بسُنَّته، وجاهد جهاده إلى يوم الدين.
(أمَّا بعد)
فإنَّ من أعظم نِعم الله على الإنسان أن يُوَفِّقه إلى توظيف مواهبه وقدراته في نُصرة الحقِّ، لا في تأييد الباطل، وفي سبيل الله لا في سبيل الطاغوت.
وإنِّي لأحمد الله تعالى حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، على أنْ وظَّفني منذ بدء الشباب في خدمة دينه، ونُصرة دعوته، وتبليغ رسالته إلى خلْقه بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالَّتي هي أحسن.
فمنذ أنْ أتممتُ السابعةَ عشْرةَ من عمري، وأنا أعتلي المنبر لخطبة الجمعة، ودعوة النَّاس إلى الله تعالى، ولا زلتُ أذكر أوَّل خطبة خطبتها في «جامع المتولِّي» بقريتنا «صفط تراب» وأنا في السنة الرابعة من القسم الابتدائي بمعهد طنطا، كان موضوعها «الشكر لله سبحانه على نعمائه». وقد استقبلها أهل البلدة استقبالًا حسنًا، بل ممتازًا، وكانـت موضع إعجابهم وثنائهم، وحديثَ المجالس بينهم، ولا سيَّما الأزهريِّين(1).
مـقـدِّمــة