عباد الرحمن: هم العباد المنسوبون إلى الله وحده.
إذا كان هناك عباد للشيطان أو للطاغوت أو للشهوات أو للدينار والدرهم «تعِس عبدُ الدينار، وعبدُ الدرهم، وعبدُ الخميصة. ـ زاد في رواية: وعبدُ القطيفة ـ إنْ أُعطِيَ رضِي، وإن لم يُعْطَ سَخِط، تَعِسَ وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش»(1).
إذا كان هناك عبيد الكاس والطاس، إذا كان هناك عبيد المُسْكِرات والمُخَدِّرات، إذا كان هناك عبيد المرأة والغريزة، فإن هناك «عبادًا للرحمن».
هؤلاء العباد الَّذين أيس الشيطان نفسه أن يتسلَّل إليهم، أو يجدَ منفذًا لإغرائهم والسيطرة عليهم ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 82 إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ 83 ﴾ ، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾ .
هؤلاء هم العباد المنسوبون إلى ذات الله تعالى المقدَّسة: عباد الرحمن، وقد رضي الله أنْ ينسبهم إلى ذاته باسم «الرحمن» الَّذي يُشعر بأنَّهم أهلٌ لرحمة الله تعالى، وأنَّهم في دائرة هذه الرحمة، وأنَّ الرحمة تحيطهم عن يمينٍ وعن شمال، ومن فوقهم ومن تحت أرجلهم، فهم عباد الرحمن.
وقبل ذلك ـ في هذه السورة ـ قال الله تعالى عن المشركين: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُوا لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُوا وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ﴾ .