فإذا كان هؤلاء يجهلون: ما الرحمن، فإنَّ هناك أناسًا يعرفون الرحمن، ويقدِّرونه حقَّ قدره، ويؤدُّون له حقَّه، وهم عباده المخلِصُون والمخلَصُون، أخلصوا دينهم لله، وأخلصهم الله لدِينه.
خصائض وصفات عباد الرحمن:
أتريد أنْ تكون من عباد الرحمن؟ أتريد أنْ تنتسب إلى الله تعالى؟ أتريد أنْ تكون واحدًا من هؤلاء؟ أتريد أنْ تكون عضوًا في هذه الجماعة؟ وأنْ تكون عبدًا من عباد الرحمن وحده؟
إذنْ فاعرف مُقَوِّماتهم وخصائصهم وصفاتهم، اعرف من هم «عباد الرحمن»؛ حتَّى تجتهد أنْ تكون واحدًا منهم؛ فالمسألة ليست بالكلام، القضيَّة ليست دعوى، فما أكثرَ الدعوى وما أعزَّ المعنى.
ما أكثرَ من يقول: أنا من عباد الرحمن، ولكن أفعاله تنطق وتدلُّ عليه وتقول له: أنت من عباد الشيطان، ولست من عباد الرحمن.
عباد الرحمن لهم خصال وصفات وسمات، ذكرَها الله في هذه الآيات، وما أجدرنا أن نعيش في رحاب هذه الآيات جُمُعًا وجُمُعًا.
أوَّل سمات عباد الرحمن: أنَّهم يمشون على الأرض هونًا.
انظروا كيف بدأ الله أوصاف عباد الرحمن بهذه الصفة: ﴿ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﴾، أللمشي هذا الاعتبار كلُّه؟! كيفيَّة المشي، صفة المشي، لها قيمة عند الله؟!
نعم؛ لأنَّها تُعبِّر عن الشخصيَّة، تعبِّر عمَّا يستكنُّ فيها من مشاعر وأخلاق؛ فالمُتَكَبِّرون الجبَّارون لهم مِشية، والمؤمنون المتواضعون لهم مِشية، كلٌّ يمشي مُعَبِّرًا عمَّا في ذاته.