وعباد الرحمن يمشون على الأرض هونًا، يمشون متواضعين هينين لينين، يمشون بسكينةٍ ووقار، لا بتجبُّر ولا استكبار، لا يستعلون على أحد، لا ينتفشون ولا ينتفخون، لا يمشي أحدهم، وكأنَّه يقول: «يا أرضُ انهدِّي، ما عليك قدِّي».
لا، إنَّه يمشي مِشية من يعلم أنَّه من الأرض خرج، وإلى الأرض يعود ﴿ مِنْهَا خَلَقْنَـٰكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ﴾ .
النَّهي عن المشي المرح والاختيال والفخر:
وفي وصايا الله: الوصايا الحكيمة في سورة الإسراء، كان النَّهي عن المشي المرح والأَشِر والبَطِر، عن مشي الاختيال والفخر، كان النَّهي عنها إحدى هذه الوصايا: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِى ٱلْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولًا ﴾ .
﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِى ٱلْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ 18 وَٱقْصِدْ فِى مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلْأَصْوَٰتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ 19 ﴾ .
﴿ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﴾: لا تكلِّم النَّاس وأنت مُعرض عنهم، مشيحٌ عنهم بوجهك، ولا تجعلهم يكلِّمونك وأنت مُعرض عنهم، بل أقبِل عليهم، وكلِّمهم ووجهك منبسط إليهم.