وقد راجعته كما راجعت الجزأين الماضيين، وأجبت ما طلبه مني الأخ خالد من استكمال بعض الفجوات الَّتي تحدث عادة في الأشرطة، وتخريج بعض الأحاديث الَّتي لم يهتد إليها، وتهذيب بعض العبارات.
وقد وضعت بعض العناوين الجانبية لبعض الخطب، وإن لم يسعفني الوقت لإتمامها. وهذا الجزء يمضي على سُنَّة أخويه السابقين: الأوَّل والثاني، خدمة وعناية وتوفيقًا.
وأدعو الله تعالى أنْ يشرح للأخ خالد صدره، ويُيَسِّر له أمره، ويمنحه التأييد والتسديد؛ حتَّى يخرج الأجزاء السبعة الَّتي هي تحت يديه الآن، ويعينه على إتمامها، عسى أنْ يجد فيها المسلمون ما ينير لهم الدرب، وما يضيء العقول بحسن الفهم، وما يوقظ القلوب بصدق الإيمان، وما يُحَرِّك العزائم ببواعث الشوق إلى الله، وعوامل الخشية من الله، ودواعي الرغبة والرهبة، إلى استباق الخيرات، والتنافس في الصالحات، والمسارعة إلى مغفرةٍ من الله وجنَّة عرضُها السماوات والأرض، أُعدت للمُتَّقين.
ولعلَّ أكثر من ينتفعون بهذه الخطب هم إخوتنا وأبناؤنا من خطباء المساجد، الَّذين ينتشرون في أنحاء العالم، ليأخذوا بأيدي النَّاس إلى الله، ويضيئوا لهم الطريق، بنور الإسلام الصحيح، فقد يجدون في هذه الخطب بعض الزاد الَّذي قد ينفعهم، مع وصيتي لهم بضرورة رعاية ظروف المكان والزمان وحال الإنسان.
فهذه خطب طويلة بطبيعتها، ولا أنصح كلَّ خطيب أن ينهج نهجي في التطويل؛ فقد احتملني النَّاس على هذه الإطالة، وهذا من فضل الله تعالى عليَّ، وما كلُّ خطيب يحتمله النَّاس، والسُّنَّة هي التقصير.