حُرمة دم المسلم:
هذا هو المشهد الأوَّل.
ومثل هذا المشهد يتكرر كثيرًا فيما نقرؤه في الصحف، وفيما نسمعه في الإذاعات، وفيما نشاهده في أخبار التلفازات.
أحداث هائلة من هذا النَّوع الَّذي تُراق فيه الدماء، من أجل بضعة دولارات، أو جنيهات، أو آلاف، أو حتَّى ملايين.
والله إنَّ نفس الإنسان لأعظم عند الله من هذا كُلِّه، والنَّبيُّ ﷺ يقول: «لزوالُ الدُّنْيا أهونُ على الله من قتل مؤمنٍ بغير حقٍّ»(1)، زوال الدُّنْيا كلِّها... لأنَّ الله هو الَّذي بنى هذا الإنسان فلا يَمْلِك مخلوق أنْ يهدمه، لا يَمْلِك أحد أنْ ينتزع رُوحه إلَّا الَّذي وهبها له، في الوقت الَّذي حدَّده له.
لا يجوز لإنسان أنْ يتعدَّى على حقِّ الله تعالى ويقتل الإنسان بغير حقٍّ، إلَّا إذا كان إنسانًا شرِّيرًا خرج من إنسانيته.
ومنذ فجر البشريَّة وُجِد الشرُّ في حياة النَّاس، وُجِد الإنسان الخيِّر والإنسان الشرِّير، الإنسان الطيِّب والإنسان الخبيث.
منذ كانت البشريَّة أسرة واحدة، عائلة واحدة، قتل ابن آدم أخاه، ابن آدم الشرِّير قتل أخاه الطيِّب الخيِّر، بغير جُرم جناه، بغير ذنب اقترفه، إلَّا أنَّهما قدَّما قربانًا إلى الله فتُقبِّل من أحدهما ولم يُتقبَّل من الآخر!
ما ذنبي أنا إذا لم يقبل الله قربانك؟