هذان الشابَّان استقبلا هذا الأمر ـ حكم الإعدام ـ بفرح وسرور، وهنَّأ أحدهما الآخر، وقالا للصحفيين حينما قالوا لهما: ما شعوركما؟: هذا يوم عيد!
ثم سأل أحد المذيعين الشابَّ الأوَّل المُخَطِّط الأوَّل للجريمة الَّذي دفع أخاه إليها وأخذه معه، صابر أبو العلا هذا: ما الَّذي جعلك تفعل هذا؟
قال: أنا لم أفعل هذا من أجل دُنْيا، لم أفعل هذا من أجل مال، ولا من أجل نساء، ولا من أجل ذهبٍ ولا فِضَّة، فعلت هذا لله، فعلت هذا من أجل الدِّين!
وهذه مصيبة أخرى، لا تقلُّ عن مصيبة الَّذي قتل من أجل الدُّنْيا.
إخلاص مصحوب بحماقة:
إنَّه لا يكفي أن يكون الإنسان مخلصًا ليكون عمله صحيحًا.
هذا قتل لله كما يقول، قتل أُناسًا برآء لله! من أجل الله! من أجل الدين! أُناسًا جاؤوا بلاد الإسلام مستأمنين، لهم حقُّ الأمان وحقُّ العهد، والنَّبي ﷺ يقول: «من قتل معاهَدًا لم يُرَح ـ أو لم يَرَح ـ رائحة الجنَّة، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا»(1).
هؤلاء لهم عهد الله وميثاقه، ونحن مأمورون أن نفي بالعهد: ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِأَمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَٰعُونَ ﴾ .
ما ذنب هؤلاء المَدَنِيِّين؟