وجعل من أوصاف عباده المقرَّبين أنَّهم: ﴿ لَا يَشْهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِٱللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ .
وفي الصحيح قال ﷺ : «ألا أُنَبِّئكم بأكبر الكبائر» ثلاثًا؟
قالوا: بلى يا رسولَ الله.
قال: «الإشراكُ بالله، وعقوق الوالدين» وجلس وكان متكئًا، فقال: «ألا وقول الزُّور» فما زال يُكَرِّرها حتَّى قلنا: ليتَه يسكت(1).
على مِثل ضوء الشمس فاشهد:
ولا يكتفي الإسلام من المرء أنْ يجتنب الزُّور في شهادته فحسْب، ولكنَّه يطالبه بالتثبُّت فيما يشهد فيه، والتحقُّق ممَّن يشهد له أو عليه؛ حتَّى يأتي بالشهادة على وجهها الأكمل، يقول تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يَأْتُوا بِٱلشَّهَـٰدَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَآ ﴾ .
فإذا شهدتَ لرجلٍ بالأفضليَّة فاعرفْ شخصيَّته معرفةً فاحصة، فإذا عرفتَ ماضيَه وحاضره، ودرستَ غايته ووسائله، واطمأننتَ إلى أفكاره وأخلاقه وكفايته، فتقدَّم وزكِّه وأنت واثق، واشهدْ له وأنت مطمئنُّ الفؤاد، حتَّى إنْ تغيَّر بعد، أو حاد، فحسْبُك أن تقول: ﴿ وَمَا شَهِدْنَآ إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَـٰفِظِينَ ﴾ .
شهد رجلٌ لآخر عند عمر 3 بالصَّلاح وأثنى عليه خيرًا، فقال عمر: أنت جاره الأدنى الَّذي يعرف مَدْخَلَه ومَخْرَجَه؟
قال: لا.