كثير من المسلمين يظنُّون أنَّهم يحبُّون رسول الله ﷺ بمُجرَّد أن يحتفلوا بالمولد ويتحدَّثوا فيه وأفواههم لا تزال رطْبة برائحة الخمر، والعياذُ بالله.
حُبُّ رسول الله ﷺ لا بدَّ أن يتمثَّل في اتِّباعه، في العمل بسُنَّته، في نُصْرة دِينه، في التمكين لكلمته في الأرض، هذا هو الحبُّ الحقيقيُّ لرسول الله ﷺ .
وهذا ما كان عليه أصحابه رضوان الله تعالى عليهم، لقد ترجموا حبَّه إلى عملٍ بدينه، واتِّباع لكتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله ﷺ .
كان هذا الحبُّ عملًا وجهادًا وبذلًا في سبيل الله للأنفس والأموال، ما ضنُّوا بنفس، ولا بخِلوا بمال، بعد أن اشترى الله منهم أنفسهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنَّة، وتمَّت الصفقة، فبذلوا المَبِيع ليتسلَّموا الثمن، والثمن جنَّة عرضها السَّماوات والأرض.
بدعة الموالد ونشأتها:
ثمَّ جاء عهدٌ على المسلمين ابتدعوا ما لم يأذن به الله؛ ابتدعوا فكرة الموالد، وهذه جاءت بعد أربعة قرون لم يحدث فيها شيء من ذلك؛ فكان هؤلاء الَّذين يُسَمَّوْن: «الفاطميِّين»، وما هم من نسب فاطمة في قليل ولا كثير، أنَّهم العبيديُّون كما يعرف ذلك المؤرِّخون، ليسوا من نسب فاطمة في شيء، ولكنَّ هؤلاء كانت لهم أهداف دينيَّة وسياسيَّة.
هم من غُلاة الشيعة، من الإسماعيليَّة الباطنيَّة، الَّذين استولوا على المغرب، ثمَّ استولَوا على مصر، وبنَوا الجامع الأزهر؛ ليكون مركزًا للدعوة الإسماعيليَّة الباطنيَّة.