ولكنَّ ميلاد نبيِّنا ﷺ لم يكن كذلك، وإن رُويت فيه روايات من نحو ما ذكره ابن حجر: لما كانت ليلة ولد رسول الله ﷺ ارتجس إيوان كسرى وسقط منه أربع عشرة شرفة، وغاضت بحيرة ساوة، وفاض وادي السماء، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام(1). وهذه كلُّها لم تصح بها الأحاديث(2).
اختيار الهجرة للتاريخ:
إنَّما أراد عمر أن يكون للمسلمين شيء يبدأ به التاريخ، فكانت الهجرة؛ لأنَّها بداية إقامة المجتمع الإسلامي، بداية تكوين الدولة المسلمة الَّتي تُنفَّذ فيها أحكام الإسلام: ﴿ ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ أَقَامُوا ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُوا بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ ٱلْمُنكَرِ ﴾ .
الميلاد في ربيع الأوَّل، والوفاة في ربيع الأوَّل، ولكن لم يتعلَّق بذلك حكم شرعي.
هناك خمسة أشهر ليس فيها أيُّ عبادة مُعينَّة، ولا أيُّ شعيرة مُحَدَّدة: صفر، وربيع الأوَّل، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة.