رسالة الإسلام رسالة شاملة:
ونحن نقول لبابا الفاتيكان: إنَّ محمَّدًا ﷺ جاء برسالة عظيمة، امتازت بالشمول، وامتازت بالعالميَّة، وامتازت بالخلود.
امتازت بالشمول؛ لأنَّها جاءت رسالة للدنيا والآخرة، للروح والمادة، للعقل والقلب، للفرد والمجتمع، للمستوى الإقليمي والمستوى العلمي.
رسالة شاملة، عبَّر عنها القرآن الكريم حينما قال: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ تِبْيَـٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ ؛ فالقرآن تبيان كلِّ شيء، من ربِّ كلِّ شيء، وكما قال الخليفة الأوَّل أبو بكر 3 : لو ضاع مني عقال بعير لوجدتُه في كتاب الله(1).
في كتاب الله ما يرشد إلى كلِّ القواعد الَّتي تحتاج إليها البشريَّة في دينها ودنياها، كلّ الكلِّيات، التفصيلات والجزئيات لا يمكن أن يأتي بها كتاب، ولكنَّه أتى بالمبادئ، أتى بالقواعد، أتى بالكلِّيات الَّتي وراءها، وفيها سعادة الإنسانيَّة في دنياها وآخرتها.
هذه الرسالة الشاملة المتكاملة.
الإسلام رسالة عالميَّة:
هذه الرسالة العالميَّة، امتازت رسالة محمَّد ﷺ عن رسالات الرسل من قبله أنَّها رسالة للعالم كلِّه، ليست لإقليم من الأقاليم، ليست للشرق دون الغرب، ليست للعرب دون العجم، ليست لطبقة دون طبقة، ليست للسان دون لسان، جاءت بلسان عربي، ولكنَّها جاءت للنَّاس كافَّة.