الذليل هو الَّذي يلقى الهوان، ويسكت عليه، ويغضي العين على القذى، ولكن الرجل العزيز لا يقبل أن يُهان في عِرضه، لا يقبل أن يُهان في حُرُماته، لا يقبل أن يُهان في مقدَّساته، إنَّه مستعد أن يبذل النَّفس والنَّفيس، والغالي والرخيص؛ ليدافع عن حُرُماته، ويدافع عن مقدَّساته.
ولهذا رأينا الأمَّة الإسلاميَّة كلَّها رجالها ونساءها، شيوخها وشبابها، المتديِّنين وغير المتديِّنين، الملتزمين وغير الملتزمين، يقومون جميعًا غضبًا لرسول الله ﷺ .
بابا الفاتيكان يهاجم الإسلام:
واليوم تشهد الأمَّة مأساة أخرى جديدة، لا يقوم بها صحفي في جريدة، ولكن يقوم بها أعظم رجل دين في المسيحيَّة، حبر المسيحيَّة الأعظم ـ كما يُسمُّونه، بابا الفاتيكان، البابا بنديكت السادس عشر، يهاجم الإسلام، ودين الإسلام، وعقيدة الإسلام، وشريعة الإسلام، ونبي الإسلام، بدون مبرِّر، بدون ضرورة تدعو إلى ذلك.
هل أصبحنا كلأً مباحًا؟ هل أصبح حِمانا مستباحًا؟ هل استُحِلَّت حرماتنا؟ ما هذا الَّذي يحدث؟
أمَّة تبلغ هذا العدد هل أصبحت غثاء كغثاء السيل، لا يَرهَبُها أحد، ولا يحترمها أحد، ولا يراعي حرماتها أحد؟
إنَّنا نعجب من هذا الَّذي حدث، الَّذي حدث شيء لا يُسكَت عليه، ولا يُصبر عليه؛ لأنَّ الصبر على الذلِّ لا يقبله الإسلام، ولا تقبله الأخلاق.
الذليل هو الَّذي يرضى بالهوان ويسكت عليه، ونحن لسنا أمَّة ذليلة، نحن أمَّة عزيزة، أعزَّنا الله بالإسلام، ﴿ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَـٰمَ دِينًا ﴾ ، ﴿ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ ، ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ ، ﴿ وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ۚ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ﴾ .