ثم جاء محمَّد ﷺ بالرسالة الخاتمة، وبالرسالة العالميَّة العامة؛ ليكمل دور الأنبياء.
جاء بالتوحيد الخالص بعد أن ضلَّت البشريَّة عن التوحيد، ولم يعد في الأرض حين بُعث محمَّد ﷺ أمة خالصة التوحيد، حتَّى الأمم الكتابيَّة، اليهود هم أقرب الأمم إلى التوحيد، ولكنَّهم حرَّفوا الألوهيَّة وحرَّفوا في النُّبوَّة، وشبَّهوا الله بخلقه، وجعلوا الله 8 في توراتهم يجهل ويندم ويحزن ويغار من بعض خلقه، ولم يجعلوه إلهًا للخلق، ولكن جعلوه ربًّا لإسرائيل، نحن نقول: ﴿ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴾ ، وهم يقولون: «رب إسرائيل»، فحرَّفوا وبدَّلوا في حقيقة الإلٰه.
النَّصرانيَّة بدَّلت التوحيد إلى التثليث، وجعلوا الإلٰه أقانيم ثلاثة: «الآب، والابن، والروح القدس»، كما قال الله تعالى: ﴿ لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓا إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّآ إِلَـٰهٌ وَٰحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 73 أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُۥ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 74 ﴾ .
عناصر التوحيد:
الأرض كلُّها ضلَّت عن التوحيد، فجاء محمَّد ﷺ بالتوحيد الخالص الَّذي بيَّنته سورة الأنعام بمراتبه الثلاث:
أول عناصره: ألا تبغي غير الله ربًّا، ﴿ قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِى رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَىْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ .
هذا هو العنصر الأوَّل.