أشكال من الوثنيَّة:
وهناك وثنيات كثيرة، هناك الوثنيات الدِّينيَّة الَّتي تملأ الأرض، معظم الأرض وثنيَّة، وثنيات في آسيا وإفريقيا، في الهند تُعبد أصنام شتَّى، الهندوس يعبدون براهما، والبوذيُّون يعبدون بوذا، يعبدون آلهة شتَّى، وفي إفريقيا آلهة بالآلاف، وهذه الوثنيَّة الدِّينيَّة الَّتي أضلَّت النَّاس.
وللأسف بعض المسلمين أصابهم رَذاذٌ منها، من هذه الوثنيَّة الدِّينيَّة، الَّذين يذهبون إلى القبور ويدعون أصحابها ويستغيثون بهم، ويطلبون منهم الشفاء للمريض، ويطلبون الغنى للفقير، والأولاد للَّتي لا تحمل إلى آخره، كأنَّ هؤلاء الأموات يتحكَّمون في الكون.
وبعضهم قال: إنَّ بعض الأولياء يملكون الكون.
بعض النَّاس يقولون: في هذه الدُّنْيا أقطاب أربعة اقتسموا العالم، كل واحد له ربع: أحمد البدوي، وأحمد الرفاعي، وعبد القادر الجيلاني، وإبراهيم الدسوقي.
هذه خرافات ما أنزل الله بها من سلطان، الأمر كلُّه لله، لا يملك أحد إلَّا الله وحده التدبير في هذا الكون.
فهذه الوثنيَّة الدِّينيَّة الَّتي نرى مظاهرها، مظاهر الشِّرك أكبره وأصغره عند كثير من النَّاس.
وبجوار هذه الوثنيَّة الدِّينيَّة هناك وثنيَّة سياسيَّة، الَّذين يُقَدِّسون الملوك والرؤساء والأمراء والحكَّام، فهذه وثنيَّة الخواص، وتلك وثنيَّة العوام، وثنيَّة العوام تقديس الأموات، ووثنيَّة الخواص تقديس الأحياء، وثنيَّة العوامِّ أنَّهم يذهبون إلى قبور هؤلاء ويستغيثون بهم، وهؤلاء يذهبون إلى قصور هؤلاء ويلتمسون منهم النفع والبركة إلى آخره.