ولذلك عاش النَّاس في أوهام الشِّرك وضلالاته، الوثنيَّة بطبيعتها وكر للضلالات والأباطيل والخرافات، ولذلك الكهنة الَّذين يشرفون على الأصنام والأوثان يعبثون بعقول النَّاس، يتحكَّمون في ضمائر الخلق وفي عقولهم، فيذهب إليهم النَّاس حتَّى الإنسان المتعلم.
ثقوا بأنَّ المتعلمين عند هذه الأضاليل يفقدون عقولهم العبقرية، في الهند الطبيب والمهندس وأستاذ الجامعة كلُّهم يُقَدِّسون البقر ويعبدونه، لا فرق بين أُمِّيٍّ وبين من حاز أعلى درجات العلم.
الشِّرك يُدَمِّر عقليَّة الإنسان، ويحرمه من التفكير السليم السديد، كيف تعبد ما تصنعه، كما قال سيِّدنا إبراهيم: ﴿ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ 95 وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ 96 ﴾ .
وحينما حطَّم الأصنام وجعلها جُذَاذًا، وبحثوا عن الفاعل، مَن المجرم الَّذي حطَّم آلهتنا هذه؟
﴿ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ❁ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﴾ نحاكمه على الملأ ونفضحه ثمَّ نعاقبه ﴿ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﴾ الآلهة محطَّمة أمامهم وأمامه ﴿ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﴾ الَّذي ترك الفأس على رأسه ﴿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﴾ فهزهم هذا ﴿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﴾ تسألونني أنا: مَن الَّذي عمل ذلك لماذا؟ اسألوهم هم. ﴿ ﮅ ﮆ ﮇ ﴾ في لحظة من اللحظات، يمكن للإنسان أن يرجع إلى نفسه، نفسه الضائعة منه، التائهة منه، يرجع إليها، ﴿ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﷺ ﮋ ﴾ قال بعضهم لبعض في الصحيح، ﴿ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﴾ لم تستمر لحظة اليقظة، وهذا الوعظ الإنساني لم يستمر طويلًا، ﴿ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﴾ أنت تعرف أن هؤلاء لا ينطقون. ﴿ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ❁ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﴾ [الأنبياء:60 ـ 67]. ألكم عقول تفكِّرون بها؟!