***
التربية الجِسْميَّة للإنسان المسلم
***
الخطبة الأولى
أمَّا بعد، فيا أيُّها الإخوة المسلمون:
الإسلام يهدف إلى إيجاد المسلم الصَّالح المصلح:
نتحدَّث اليوم عن التربية، وأهمِّيَّة التربية في الحياة الإسلاميَّة، وفي منهج الإسلام؛ فالإسلام يريد إنسانًا قويًّا في كلِّ ناحية من النَّواحي: في إيمانه، في أخلاقه، في فِكْره، في بدنه، في كلِّ أمر من أمور حياته.
الإسلام يريد الإنسان الصَّالح المُصْلح، الكامل في نفسه المُكَمِّل لغيره، الَّذي يعيش بالحقِّ ويعيش للحقِّ، ويُجَنِّد نفسه للحقِّ، الإنسان الَّذي ذكره الله تعالى في سورة العصر حينما قال: ﴿ وَٱلْعَصْرِ 1 إِنَّ ٱلْإِنسَـٰنَ لَفِى خُسْرٍ 2 إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوْا بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِٱلصَّبْرِ 3 ﴾ .
هذا الإنسان لا يأتي اعتباطًا، ولا يأتي جُزافًا، وإنَّما يأتي نتيجة تربية طويلة المدى، عميقة الجذور، نتيجة توجيه واعٍ راشد مستنير، تتعاون عليه كلُّ الجهات المُؤَثِّرة: البيت والمدرسة، والجامعة والجامع، والإذاعة والتلفاز والصَّحافة، والبيئة الثَّقافيَّة والاجتماعيَّة، كلُّها يجب أن تتعاون في تكوين هذا الإنسان المنشود، ولا يجوز أن تبني جهة وتهدم أخرى.
1
التربية الجِسْميَّة للإنسان المسلم