شُعَب الإيمان تجمع الصالحات:
جاء القرآن الكريم فوضَّح هذه الصَّالحات، وجاء النبيُّ ﷺ ووضَّحها غاية الإيضاح، روى لنا الإمام البيهقي عن رسولِ الله ﷺ شُعَبَ الإيمان، وكان ممَّا رواه: أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «الإيمانُ بضعٌ وستُّون ـ أو بضع وسبعون ـ شعبةً، أعلاها: لا إلٰه إلَّا الله؛ وأدناها: إماطة الأذى من الطريق، والحياء شُعبة من الإيمان»(1).
جمع الإمام البيهقي هذه الشُّعب في سبعة عشر مجلدًا، فمن شعب الإيمان: بر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، والإحسان إلى المسيء، والعفو عند المقدرة.. صفات وفضائل وإحسانات، تجعل الإنسان مُجسَّدًا في مجموعة من مكارم الأخلاق، ولا غرو أن قال النبي ﷺ : «إنَّما بُعثت لأُتَمِّم مكارمَ الأخلاق»(2).
التقوى تجمع شعب الإيمان:
والَّذي يجمع هذه الشُّعَب يُسمَّى في القرآن والسُّنَّة: التقوى، التَّقْوى هي الَّتي تجمع شُعَب الإيمان، لأنَّ أساسها خشية الله، فالتقوى ليست مظهرًا، ليست لحية تُطوِّلها، أو عمامة تُكوِّرها، أو ثوبًا تُقصِّره، لا، التَّقْوى أعظم من هذا، يُسَمِّيها القرآن: ﴿ تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ ﴾ .
وتقوى القلوب: أن يكون قلبك مع الله، تخشى عذاب الله، وتطمع في رحمة الله، وتهتمُّ بأمر الله، وتنتهي عن نهي الله، وتخاف من عقاب الله، تكون مع الله بقلبك دائمًا، أشار النبيُّ ﷺ إلى صدره، وقال: «التقوى هاهنا، التَّقْوى هاهنا، التَّقْوى هاهنا»(3). يُعَلِّمهم بالإشارة، فاتَّق الله بقلبك أوَّلًا.