كل ما في الكون يدل على الله، على وجود الله، وعلى وحدانيَّة الله، الوحدة بين الكائنات من الذرة إلى المجرة، تدل على أنَّ الصانع واحد، الصانع واحد، ولذلك تناسقت صنعته، فليس فيها اختلاف، وليس فيها تناقض: ﴿ مَّا تَرَىٰ فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتٍ ۖ فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴾ .
العلم الحديث يدلنا على الله:
آيات الله مبثوثة في النفس والآفاق، والعلم الحديث يكشف لنا الآن عن عجائب تدلنا على الله 8 ، كما قال الله سبحانه: ﴿ سَنُرِيهِمْ ءَايَـٰتِنَا فِى ٱلْـَٔافَاقِ وَفِىٓ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ ﴾ . حتَّى إن بعض العلماء كان في مختبره، ينظر ويحلل، ويرى ترتيب الأمور وإبداعها، وتنظيمها ودقتها، فخرج من مختبره يقول. يا قوم لقد رأيت الله، كيف رآه؟ إنَّه رآه في خلقه، في آثاره.
من أسماء الله الظاهر:
الله 4 موجود وظاهر، من أسمائه الظاهر، الظاهر في كل شيء، كل شيء يدل عليه، حتَّى إن من أصحاب الفطر السليمة، من أصحاب القلوب المستقيمة، من رفض أن يستدل على وجود الله بدليل، ولمّا قيل لبعض الصالحين: إنَّ فلانًا من العلماء أقام ألف دليل على وجود الله. قال: لعل في نفسه ألف شبهة، فأقام عليها ألف دليل. الأمر لا يحتاج إلى هذا:
وليس يصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ
إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ(1)!
يقول ابن عطاء مناجًيا ربَّه: إلٰهي؛ كيف يُستدلُّ عليك بما هو في وجوده مفتقِر إليك؟ أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتَّى يكون هو المُظهر لك، متى غِبْتَ حتَّى تحتاج إلى دليل يدلُّ عليكَ؟ ومتى بعدتَ حتَّى تكون الآثار هي الَّتي تُوصِّل إليك(2)؟!