***
حقيقة وجود الله وتوحيده
***
الخطبة الأولى
أمَّا بعد، فيا أيُّها الإخوة المسلمون:
لا فعل إلَّا بفاعل:
من طبيعة الطفل في طفولته، ومن غير تعليم ولا تلقين ولا اكتساب، إذا أعطيته شيئًا، ووضعه في مكان، ثمَّ غاب عنه وجاء فلم يجده، فإنَّه يتلفت يمنة ويسرة، يبحث عنه، فإذا لم يجده بكى، وصرخ محتجًّا، موقنًا أن هناك يدًا أخذته، إنَّه يعتقد أنَّه لم يختف وحده، لا فعل إلَّا بفاعل، وهذا هو منطق الفطرة، وهذا هو الَّذي يقوله القرآن الكريم: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَـٰلِقُونَ 35 أَمْ خَلَقُوا ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ 36 ﴾ .
يحتج القرآن على هؤلاء المشركين الجاحدين، من الَّذي خلقهم؟ أم خلقوا من غير شيء؟ أهناك خلْق من غير خالق؟ لا يمكن أن يوجد خلْق من غير خالق، ولا صنعة من غير صانع، قانون السببية، قانون العليِّة، المركوز في الفطر عند المتعلمين والأميين، عند الكبار والأطفال، يقول: إنَّه لا بدَّ من خالق، ﴿ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﴾!
1
حقيقة وجود الله وتوحيده