بعد أيَّام تنعقد القمَّة الإسلاميَّة في طهران، يحضرها رؤساء وقادة البلاد الإسلاميَّة أو على الأقلِّ مُمَثِّلون لهم، وهذا أقلُّ ما ينبغي على أمَّة الإسلام، أن يتقارب أبناؤها، وأن يتضامنوا، وأن يعملوا على إزالة الخلاف بينهم، وتقريب صفوفهم بعضهم من بعض؛ سعيًا إلى الوَحْدة الَّتي فرضها عليهم الإسلام.
الله تعالى يقول: ﴿ وَٱعْتَصِمُوا بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ ، ويقول: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَٱخْتَلَفُوا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَـٰتُ ۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ ، ويقول سبحانه: ﴿ وَلَا تَنَـٰزَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ ، ويقول 8 : ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى ٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى ٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ ﴾ . ويقول الرسول ﷺ : «لا تختلفوا؛ فإنَّ مَنْ كان قبلكم اختلفوا فهلكوا»(1).
وحدة الأمة فريضة شرعيَّة، وضرورة واقعيَّة:
إنَّ هذه الأمَّة أمَّة واحدة، ﴿ إِنَّ هَـٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ ﴾ ، ﴿ وَإِنَّ هَـٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ ﴾ . وحَّدت بينها العقيدة، كلمة التوحيد، كلمة الإخلاص، كلمة لا إلٰه إلَّا الله، مُحمَّد رسول الله.
كما وحَّدت بينها القبلة والشعائر الواحدة، كلُّ هذه الأمَّة تُصَلِّي لله صلاةً واحدة، وتتَّجه إلى قبلةٍ واحدة، إلى البيت الحرام، وفي رمضان تصوم رمضان، يُؤَذِّن المُؤَذِّن فيفطر الجميع في وقتٍ واحد، ويطلع الفجر فيمسك الجميع عن الطعام والشراب والنساء في وقتٍ واحد، والحجُّ للجميع.