***
خيريَّة الأمَّة الإسلاميَّة
***
الخطبة الأولى
أمَّا بعدُ، فيا أيُّها الإخوة المسلمون:
تحدَّث معي بعض الإخوة وقال: صدقت نبوءاتك، كنَّا يائسين وكنت أنت تبشرنا، كنَّا نشعر بالإحباط والقنوط وأنت متفائل، وكتبت عن المبشِّرات بانتصار الإسلام، وهي مبشِّرات كبيرة، مبشرات من القرآن، ومبشِّرات من السنة، ومبشِّرات من التاريخ، خصوصًا التاريخ الإسلامي الحافل، ومبشِّرات من الواقع الماثل، ومبشِّرات من سنن الله تبارك وتعالى(1).
قلت لهم: أنا لست متنبئًا، ليست هذه نبوءات، وإنَّما هي قراءات صحيحة من القرآن الكريم، ومن مصادرنا، ومن تاريخنا، ومن واقع أمتنا.
ثورات مفاجئة:
أمَّا الَّذي حدث في دول الربيع العربي من قيام ثورات الحرية والكرامة فهو في الواقع فوق التنبؤات، لم يتنبَّأ به أحد، لم تتنبَّأ به المخابرات الأمريكية، ولا المخابرات الإسرائيلية، ولا المخابرات الأوروبية، ولا المخابرات الصينية، ولا المخابرات الروسية، أيُّ مخابرات هذه الَّتي تتحدَّث عن دخائل النَّاس وعمَّ يخططونه؟ لم تتنبَّأ أيُّ مخابرات بهذه الثورات المتلاحقة.
1
خيريَّة الأمَّة الإسلاميَّة