وأوَّل ما يجب أن يعرفه عن الله هو: الوَحدانيَّة، وقد تحدَّثنا في الخطبتين الماضيتين عن توحيد الربوبيَّة أو الخالقيَّة، أنَّ هناك خالقًا واحدًا هو الله 8 لا شريك له، ولا نِدَّ له.
والعنصر الثاني من التوحيد هو: توحيد الإلٰهيَّة، أو توحيد العبادة، بحيث لا تعبد إلَّا الله.
والعنصر الثالث هو: توحيد الحاكميَّة، كما قال الله تعالى: ﴿ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَـٰبَ مُفَصَّلًا ﴾ ، فلا يحقُّ لمخلوق أن يسلب سلطة الألوهيَّة ويصبح له حقُّ الأمر والنهي والتحليل والتحريم، يغتصب حقَّ الله 4 ، هذه هي الوَحدانيَّة، وهذا هو التوحيد.
كمالات الله تبارك وتعالى:
واليوم نتحدَّث عن كمالات الله تبارك وتعالى الَّتي انفرد بها عن غيره، وهو ما يُسَمِّيه القرآن: (أسماءَ الله الحسنى)، فلله تعالى الأسماءُ الحسنى، الله تبارك وتعالى له الأسماءُ الحسنى، وليس الحَسنة فقط؛ بل له أحسن الأسماء، وأكمل الأسماء، وأفضل الأسماء، وهي الَّتي ينبغي أن يُدعى اللهُ بها لا بسواها، كما قال الله 8 : ﴿ وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَـٰٓئِهِۦ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ .
قرَّر القرآن أنَّ لله الأسماءَ الحسنى كما في سورة طه: ﴿ ٱللَّهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾ ، وفي أواخر سورة الحشر: ﴿ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ ۖ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ 22 هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَـٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ 23 هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَـٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ 24 ﴾ .