اليقين في الإجابة:
ولذلك يقول النبي ﷺ : «ادعوا اللهَ وأنتم مُوقنون بالإجابة»(1). لا تقل: يا ربِّ، اغفرْ لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت. لا، بل اجزم المسألة واطلب من غنيٍّ كريم.
ولذلك اطلب أحسن الأشياء، علَّمنا النبيُّ ﷺ : «إذا سألتم الله الجنَّة؛ فاسألوه الفردوس، فإنَّه أعلى الجنان، وفوقه عرش الرحمن»(2). لا تقلْ: يا ربِّ، أدخلني الجنَّة في آخر فوج. لا، اطلب يا أخي أفضل شيء، فأنت تطلب من كريم؛ بل من أكرم الأكرمين، الرسول يُعلِّمك الطموح إلى المعالي، اطلب الفردوس الأعلى.
الله تعالى قريب من عباده:
يقول الله 8 : ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ . هذه إحدى الأسئلة في القرآن، ولكنَّها اختلفت عن أسئلة القرآن جميعًا، كل الأسئلة في القرآن، ﴿ وَيَسْـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ ﴾ ، ﴿ وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى ﴾ ، كلُّها جاءت بـ «قُلْ»، ولكن لما سألوه عن الله: أقريبٌ ربُّنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ لم يقل لهم: قل لهم: إنِّي قريب. لا، ولكن قال: ﴿ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﴾(3). لا أريدك أنْ تجيبهم، أنا أجيبهم مباشرة.