﴿ فَٱلْتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَـٰطِـِٔينَ ﴾ ، كانوا ظالمين آثمين، والخاطئ: الظالم. المخطئ غير الخاطئ، فالمخطئ من يفعل الشيء خطأ، والله تعالى وضع عن الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه(1)، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُم بِهِۦ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾ . أي ليس عليكم إثم، قد تكون عليك دية إذا قتلت إنسانًا خطأ، لكن ليس عليك إثم؛ لأنك لم ترد قتله ولم تقصد إليه، إلَّا إذا كنت مهملًا، مثل من ترك سيارته خربة ومع هذا يقودها فساعد هذا على الاصطدام والقتل؛ فيكون عليه نوع من الإثم.
﴿ فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمِّ ۖ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴾ ، فخاطؤون بمعنى آثمين، ولذلك قال النبي ﷺ : «مَنِ احتكرَ فهو خاطئٌ»(2). الَّذي يحتكر الطعام يحجزه ولا ينزله الأسواق؛ لتغلو أسعاره، الطعام موجود عنده، ولا يرضى أن يبيعه حتَّى يغلو ويغلو، ثمَّ يبيعه للنَّاس بأغلى الأثمان، هذا آثم، من احتكر فهو آثم.
ذكر المرأة وأثرها:
ونحن نجد في قصَّة سيِّدنا موسى ذكر النساء أكثر من ذكر الرجال، هل علمتم ما فعل أبو سيِّدنا موسى؟ لم نعرف شيئًا، لم يذكر الله تعالى لنا شيئا عنه، إنَّما ذكر لنا أم موسى وما فعلته، وذكر لنا أخت موسى، وذكر لنا امرأة فرعون، وذكر لنا بنت الرجل الَّذي ذهب إليه موسى وقال له: نجوت من القوم الظالمين. حينما سقى لها في مدين، فسيدنا موسى مُحاط بعدد من النساء، اللائي كان لهن دور في قصته وفي حياته من أوَّل يوم، من أوَّل ما وُلد.