***
الأمل واليأس في القرآن الكريم (2)(1)
***
الخطبة الأولى
أمَّا بعدُ، فيا أيُّها الإخوة المسلمون: (1)
لا زلنا في خطبنا عن موضوعات القرآن الكريم، وقد تحدثنا في الأسبوع الماضي عن الأمل الَّذي نحتاج إليه دائمًا وفي كل حين، وخصوصًا في وقتنا هذا الَّذي يُمتحن فيه المسلمون في ديارهم في المشرق والمغرب، وفي الشمال وفي الجنوب، ويتعرض أولياء الله ودعاته ورجال الإسلام، إلى محن شتى، يتقلبون فيها، يمتحنهم الله 8 ليعرف من يتبع الرسول ممَّن ينقلب على عقبيه، من يثبت على الإيمان ومن يذهب هنا وهناك، ولذلك كانت هذه المحن، وهي في بلاد الإسلام كلها والله، ما رأيت بلدًا من بلاد الإسلام؛ إلَّا وفيه محنة من نوع ما، هذه بلية الله لهذه الأمة، نسأل الله 4 أن يثبتها على هذا الحق وعلى هذا الخير.
نريد من هذه الأمة أن يكون عندها أمل في رحمة الله، في نصر الله، في تأييد الله، لن يتخلى الله عنها، الله أيُّها الإخوة موجود، يسمع ويرى، هو صاحب هذا الكون، هو خالق هذا الكون، هو مدبر هذا الكون، لا تخرج عن قدرته ولا عن علمه ولا عن إرادته: ذرة في السماوات ولا في الأرض، أمره بين الكاف والنون، ﴿ إِنَّمَآ أَمْرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيْـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴾ ، فلماذا لا نعتمد عليه؟ ولماذا لا نتوكل عليه؟ ولماذا لا نضع أيدينا في يديه؟ هذا هو المطلوب منا.
1
الأمل واليأس في القرآن الكريم (2)(1)