نريد من هذه الأمة أن يكون عندها أمل في رحمة الله، في نصر الله، في تأييد الله، لن يتخلى الله عنها، الله أيُّها الإخوة موجود، يسمع ويرى، هو صاحب هذا الكون، هو خالق هذا الكون، هو مدبر هذا الكون، لا تخرج عن قدرته ولا عن علمه ولا عن إرادته: ذرة في السماوات ولا في الأرض، أمره بين الكاف والنون، ﴿ إِنَّمَآ أَمْرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيْـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴾ ، فلماذا لا نعتمد عليه؟ ولماذا لا نتوكل عليه؟ ولماذا لا نضع أيدينا في يديه؟ هذا هو المطلوب منا.
المؤمن لا ييئس أبدًا:
ولذلك ينبغي ألَّا نيئس أبدًا، المطلوب منَّا كمؤمنين أن ندع اليأس، وأن نترك القنوط، فهما ليسا من شأن المؤمن أبدًا، القرآن ذمَّ اليائسين والقانطين من رَوح الله، ومن رحمة الله، ومن هداية الله، ومن تأييد الله، ﴿ إِنَّهُۥ لَا يَايْـَٔسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ ﴾ ، ﴿ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ ﴾ ، ليس اليأس من شأن المؤمنين، اليأس من شأن الكافرين بالله تبارك وتعالى، ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِى وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ ، ﴿ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ ٱلْـَٔاخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْقُبُورِ ﴾ .
والله تعالى يقول: ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَـٰهَا مِنْهُ إِنَّهُۥ لَيَـُٔوسٌ كَفُورٌ ﴾ . شديد اليأس، شديد الكفران بنعمة الله، أو يؤوس قنوط: ﴿ لَّا يَسْـَٔمُ ٱلْإِنسَـٰنُ مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَـُٔوسٌ قَنُوطٌ ﴾ . كلمة (يؤوس) و(قنوط) مبالغة في اليأس والقنوط من رحمة الله 8 ، ﴿ وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلْإِنسَـٰنِ أَعْرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَـُٔوسًا ﴾ .
ولكن المؤمن لا ييئس أبدًا، لأنَّه يعلم أنَّ الله قريب منه، وأنَّه قريب من الله، وأنَّه مع الله، وأنَّ الله معه، ومن كان الله معه فلن يضيع أبدًا، من نصره الله فلن يُخذل، ولن يُغلب ولن يضيع.