لا زلت أذكر أول مرة زرت فيها البحرين من ثلاث وأربعين سنة، في سنة 1962م. أنا وصلت قطر سنة 1961م. وبعد سنة أحببت أن آخذ جولة في المنطقة؛ فزرت البحرين، وزرت الإمارات، وكانت البحرين محدودة في ذلك الوقت، وفي أول النهضة، لم تكن فيها بناية ظاهرة إلا بناية واحدة اسمها (دار الحكومة)، ونفس الشيء قطر كان فيها بناية واحدة اسمها (دار الحكومة)، فيها المالية، وفيها كذا.
بداية جمعية الإصلاح:
وكان اسم جمعية الإصلاح في ذلك الوقت (نادي الإصلاح)، نادٍ صغير محدود، وفيه عدد من الإخوة الأفاضل: الشيخ عبد الرحمن الجودر، والأخ أحمد المولود، والأخ مبارك الخاطر، والأخ القاسم الشيخ، ومجموعة من الإخوة، من مات منهم نسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه، ويتقبله في الصالحين، ومن عاش منهم نسأل الله أن يحفظه ويرعاه، ويسدد خطاه.
وهذه المجموعة هي التي بذرت البذور الطيبة في الأرض الطيبة؛ فأثمرت هذه الثمار الطيبة، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذْنِ رَبِّهِۦ ﴾ ، ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى ٱلسَّمَآءِ 24 تُؤْتِىٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍۭ بِإِذْنِ رَبِّهَا 25 ﴾ .
انتهى نادي الإصلاح الصغير إلى هذه الجمعية الكبيرة. حضرت افتتاح هذه الجمعية، وقد حضر فيها أمير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان 5 ، لقيته في هذه الجمعية وأخذني الرجل بالعناق وقال: نحن نتتبعك ونسمعك، هذه بلادك؛ لماذا لا تحضر إلى البحرين؟ وكلنا نحب أن نراك ونسمعك. وكذلك قال رئيس الوزراء، وولي العهد الذي هو الآن ملك مملكة البحرين، كان يومًا حافلًا.