الإسلام إذن يتتبع الإنسان حتى قبل أن يولد، بل حتى قبل أن يتزوج أبوه يقول له: «تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم»(1)، «اظفر بذات الدين تربت يداك»(2)، «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة»(3). ولذلك قالوا: إياكم وخضراء الدمن، المرأة الحسناء في المنبت السوء. كل هذا حتى تأتي بأولاد صالحين من أم صالحة، لأن البيئة لها أثرها والوراثة لها أثرها، ولذلك يقول الناس: (العِرْق يمد لسابع جد). وكان أحد الآباء يقول لأولاده:
وأول إحساني إليكمْ تخيُّري
لماجدةِ الأعراقِ بادٍ عفافُها(4)
يقول: إحساني الأول إليكم أنِّي اخترت لكم أُمًّا صالحة. فالإنسان يفكر في الذرية الصالحة عندما يريد أن يخطب، يتخير أُمًّا لأولاده، فالإسلام يراعي مصلحة الإنسان قبل أن يولد وبعد أن يولد، وقبل أن يتزوج أبوه وأمه، لأننا نقول له: تخير المرأة الصالحة. ونقول للمرأة أيضًا: تخيري الرجل الصالح، لا يكن همك ماذا يملك من أموال؟ ماذا عنده من رصيد في البنوك؟ ما مركزه الاجتماعي؟
يجب قبل هذا كله ما دينه؟ وما خلقه؟ كما قال النبي ﷺ : «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»(5).