وَعَدَ بلفور اليهود بإقامة وطنٍ قوميٍّ لهم في فلسطين، وعلَّق على ذلك المجاهد الكبير، مفتي فلسطين الأكبر، الحاج أمين الحسينيِّ 5 ، فقال: إنَّ فلسطين ليست وطنًا بغير شعب، حتى تستقبل شعبًا بغير وطن.
نحتاج للعمل والبذل لا الكلام:
منذ ذلك الزمن وأنا أحيا في قضية فلسطين، ولا زلنا نعيش في قضية فلسطين، وسنظل نعيش في قضية فلسطين، وإن كنت لا أكتمكم أنِّي سئمت الكلام حول هذه القضية، فالقضية تحتاج إلى العمل أكثر مما تحتاج إلى الكلام، تحتاج إلى السيف، لا إلى القلم. نحن في حاجة إلى البذل وإلى العمل، أكثر مما نحتاج إلى الكلام، ولكن نحن مضطرون إلى أن نتكلم، فقد قال الشاعر قديمًا:
فإِنَّ النَّارَ بالعُودَيْنِ تُذْكَى
وإِنَّ الحَرْبَ أَوَّلُها كَلامُ(1)
قضية كل مسلم:
لا بدَّ من كلامٍ حتى نوعِّي الناس بهذه القضية، التي وجدنا للأسف مَنْ وهنوا، وضعفوا، وسلَّموا للأعداء في هذه الأرض المقدسة، والتي لا يملك أحدٌ حق تسليمها لأعداء الله، وأعداء الإنسانية! إن قضية فلسطين هي قضية الأمة كلها، قضية كلِّ مسلم، ليست قضية العرب وحدهم، ولا قضية الفلسطينيين وحدهم.
وكثيرًا ما قلت: لو أنَّ الفلسطينيين تقاعسوا أو جبنوا عن أداء الواجب نحو قضيتهم، لكان واجبًا على المسلمين أن يقاتلوا دفاعًا عن فلسطين؛ فالمسجد الأقصى، والقدس الشريف، وأرض النبوَّات، والأرض التي بارك الله فيها للعالمين، ليست ملك الفلسطينيين وحدهم، هي ملك المسلمين جميعًا.