التديُّن غريزة فِطريَّة
يقول معجم «لاروس» للقرن العشرين: إنَّ الغريزة الدينيَّة مشتركة بين كلِّ الأجناس البشريَّة، حتَّى أشدِّها همجيَّة، وأقربها إلى الحياة الحيوانيَّة... وإنَّ الاهتمام بالمعنى الإلٰهي، وبما فوق الطبيعة هو إحدى النزعات العالميَّة الخالدة للإنسانيَّة.
ويقول هنري برجسون: «لقد وجدت وتوجد جماعات إنسانيَّة من غير علوم وفنون وفلسفات، ولكنَّه لم توجد قطُّ جماعة بدون ديانة»(1).
ويقول «أرنست رينان» في «تاريخ الأديان»: «إنَّ من الممكن أنْ يضمحل كلُّ شيء نحبُّه، وأنْ تبطل حُرِّيَّة استعمال العقل والعلم والصناعة، ولكن يستحيل أنْ ينمحي التديُّن بل سيبقى حجَّة ناطقة على بطلان المذهب المادِّي، الَّذي يريد أنْ يحصر الفكر الإنساني في المضايق الدنيئة في الحياة الأرضيَّة».
ويعلق الأستاذ مُحَمَّد فريد وجدي على هذه الكلمة في «دائرة معارفه» فيقول: في مادة «دين»: «نعم يستحيل أن تتلاشى فكرة التديُّن؛ لأنَّها أرقى ميول النفس وأكرم عواطفها، ناهيك بميل يرفع رأس الإنسان»(2).