مقـدمـة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
( أمَّا بعد )
فإنَّ المعركة بين الإسلام وخصومه معركة قديمة جديدة، وستظلُّ قائمةً ما بقي في الوجود حقائق وأباطيل.
وخصوم الإسلام صِنْفان:
الصِّنْف الأوَّل: من متعصِّبي الأديان الأخرى، وخاصَّة المستشرقين والمُبَشِّرين، الَّذين يسوؤهم انتشار الإسلام، وامتداد نوره في كلِّ قارَّة، رغم ما ينقص أهله ودعاته من طاقات داخليَّة وإمكانات، ورغم ما يعوقه عن الانطلاق من قيود داخليَّة وخارجيَّة.
والصِّنْف الثاني: من المادِّيِّين المُلْحِدين الَّذين يخاصمون الأديان جميعًا ويختصُّون الإسلام بمزيدٍ من العداوة والنقمة؛ لأنَّهم يعلمون أنَّه الدِّين الفذُّ الَّذي يحمل نظامًا كاملًا للحياة، يزاوج بين الرُّوح والمادَّة، والفرد والمجتمع، والدُّنْيا والآخرة، وأنَّه الدِّين القادر على إمداد أتباعه بكلِّ المُقَوِّمات والطاقات المعنويَّة والرُّوحيَّة، الَّتي تضمن القوَّة والغلبة في معركة الحياة.