الحمد لله الَّذي بنعمته تتمُّ الصالحات، والصَّلاة والسلام على مُعَلِّم النَّاس الخير، وهادي البشريَّة إلى الرشد، وقائد الخلق إلى الحقِّ، سيِّدنا وإمامنا، وأُسوتنا وحبيبنا مُحمَّد، وعلى آله وصحبه ومن اتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
( أمَّا بعد )
فهذه الرسالة تتحدَّث عن «المُبشِّرات بانتصار الإسلام» وأعتقد أنَّ حديثنا عن «المبشرات» مطلوب ـ وخصوصًا في هذه الآونة ـ لأكثر من سبب:
1 ـ هو مطلوب؛ لأننا مأمورون بصفة عامَّة أنْ نُبشِّر ولا ننفِّر، كما نحن مأمورون أن نُيسِّر ولا نُعسِّر، فإنَّ النبيَّ ﷺ حينما أرسل معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري إلى اليمن أوصاهما بهذه الوصية الموجزة الجامعة: «يَسِّرا ولا تُعسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنفِّرا، وتطاوعا»(1)، وكذلك روى صاحبه وخادمه أنس بن مالك أنَّه أمر الأمَّة كلها بما أمر به معاذًا وأبا موسى فقال: «يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنفِّروا»(2).
مـقـدمــة