وأحمد الله أنَّ هذا هو المنهج الَّذي وفقني الله إلى التزامه في الفتوى والدعوة، ففي مجال الفتوى: التزمت التيسير لا التعسير، وفي مجال الدعوة: التزمت التبشير لا التنفير. ولله الفضل والمنة.
2 ـ وهو مطلوب؛ لأنَّ المسلمين عامَّة، والعاملين للإسلام خاصَّة، يَمُرُّون بمرحلة عصيبة من مراحل تاريخهم المعاصر، وتكاد تغلب في هذه المرحلة عوامل اليأس، ومشاعر الإحباط، وهذا الشعور إذا استسلمت له الأنفس، قتل فيها الهمم، وخدَّر العزائم، ودمَّر الطموحات، وهذه المعاني هي الَّتي تُحَرِّك الإرادات للعمل، وبذل الجهد.
ومردُّ هذا الشعور الأسود إلى الضربات المتلاحقة الَّتي تُوَجَّه بخُبْثٍ ومَكْر ـ من أعداء الإسلام ـ إلى الصحوة الإسلاميَّة، والحركة الإسلاميَّة، بغية إطفاء نور الإسلام، ووقف حركته، وتمويت يقظته، واستعانوا على ذلك ببعض حكام المسلمين، الَّذي خوَّفوهم من الصحوة، وحرَّضوهم على الصفوة، وأمروهم بضرب الدعوة، وللأسف استجاب لهم أولئك الحاكمون، الَّذين يخافون من انتصار الإسلام أنْ يحرمهم من شهواتهم، وأن يُجَرِّدهم من مكاسبهم المُحَرَّمة، وأنْ يُجَرِّئ عليهم الشعوب، لتحاسبهم على ما اقترفوا.
3 ـ وهو مطلوب؛ لأنَّ القوى المعادية للإسلام، تريد أن تعلن ـ بل قد أعلنت بالفعل ـ على الإسلاميِّين حربًا نفسيَّة، تُيْئِسُهُم من الأمل في غد أفضل، والرجاء في مستقبل مشرق. وبدأت حملات مسعورة، تُحَرِّكها قلوب موتورة، وتقودها أقلام مأجورة، وأبواق مأمورة، تتَّهم وتلطِّخ وتشوِّه كلَّ ما هو إسلامي، وتتَّهم دعاةَ الإسلام وأبناء الصحوة بالتَّطَرُّف حينًا، وبالعنف أحيانًا، وبالإرهاب طورًا، وبالأصوليَّة أطوارًا، مُطْلِقين على الحركة الَّتي تدعو إلى الإسلام المتكامل ـ عقيدة وشريعة، ودينًا ودولة ـ اسم: «الإسلام السِّياسيّ»، والإسلام الحقيقيّ لا بدَّ أن يكون سياسيًّا.