والثاني: كان في القاهرة بدعوة من المجلس الأعلى العالمي للدعوة والإغاثة ومنتدى الحوار الإسلامي، وكان التركيز فيه على نصارى الشرق أكثر من غيرهم.
كما شاركت في مؤتمرات ولقاءات أخرى، وإن لم تكن على هذا المستوى.
وهنا تعالت أصوات كثيرة داخل العالم الإسلامي تنادي: لماذا لا يتحاور المسلمون بعضهم مع بعض؟ أليس هذا من الأولويات؟ أليس الحديث يقول: «ابدأْ بنفسك»(1). والحديث الآخر يقول: «ابدأْ بمن تعول»(2)؟!
تُرى: هل ما بيننا نحن المسلمين بعضنا وبعض من الخلاف: أوسع وأكبر ممَّا بيننا وبين أهل الأديان الأخرى؟ ولماذا إذن لا نتحاور بغية التفاهم والتقارب؟
ولا شكَّ أن منطق الدين والعلم والواقع يؤكد: أنَّ حوار المسلمين بعضهم مع بعض أحقُّ وأولى بالاهتمام من الحكماء والعقلاء من أبناء الأُمَّة، وإذا كنا مأمورين بالحوار مع مخالفينا من أهل الديانات الأخرى بقوله تعالى: ﴿ وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ﴾ ، أفلا نحاور من تجمعنا به العقيدة الواحدة، والقبلة الواحدة، وكلمة: «لا إلٰه إلا الله محمد رسول الله»؟
لهذا أعتقد أن اهتمامنا بالحوار الإسلامي المسيحي لا يجوز أن يزيد أو يجور على اهتمامنا بالحوار الإسلامي الإسلامي، ولا سيَّما بين الفئتين الكبيرتين: السُّنَّة والشِّيعة، بغية التقريب بينهما بالحق لا بالباطل.