وقد خصَّصنا الاثني عشريَّة بكتابنا هذا دون غيرهم من فرق الشِّيعة لما يلي:
· لأنَّهم جمهور الشِّيعة، وهم الكثرة الكاثرة منهم، الَّذين لهم دولة تُؤَيِّدهم، وتنشر فكرهم، وتُبَشِّر بمذهبهم، بكلِّ الطرق المتاحة.
· لبروز نشاطهم الدعوي التبشيري، من خلال الدعاة، والقنوات الفضائيَّة، ومواقع الإنترنت، والكتب والنشرات، والأعمال الخيريَّة.
· ما اتَّضح لنا من مخطَّطهم للسيطرة على العالم الإسلامي، وتدخُّلاتهم السافرة والمتزايِدة في سوريا والعراق واليمن ولبنان! وغيرها من بلاد العالم الإسلامي.
· تورُّط بعض أبناء السُّنَّة في اعتناق مذهبهم، والتبشير به في ديارنا، وصيرورتهم خنجرًا في خَصْر الإسلام من داخله!
منطق الشِّيعة الاثني عشريَّة:
ولقد رأينا لهؤلاء القوم احتجاجات ومناقشات، ورأينا لهم منازلات ومناطحات، فيما خالفوا فيه عقائد جمهور المسلمين وسوادهم الأعظم، لكنَّهم لا يستطيعون أن يثبتوا قضيَّة واحدةً بمنطق العقل الحُرِّ، الباحث عن الحجَّة والبرهان، والسائر خلف الحقِّ والحقيقة، لا يَحيد عنهما اتِّباعًا لرغبة، ولا يَثنيه عن طريقه رهبة، لا يحتويه أحد، ولا يتحكَّم فيه أحد، إلَّا عِلْمه، وما وصل إليه بحثُه الحياديُّ المُجَرَّد عن الهوى والعاطفة والحبِّ والبغض.
هم يَفِرُّون من الوضوح إلى الغموض، ومن الاستقامة إلى الانحراف، ومن التحقيق إلى التحريف، ومن الصدق إلى التَّقيَّة، ومن المُحكمات إلى المتشابهات، مع أنَّ الإسلام دينٌ واضح، ليس هناك دينٌ أوضح منه!