وكذلك يركز الإسلام غاية التركيز على عقيدة أخرى، ضلَّ الناس في شأنها ضلالًا بعيدًا، وتلك هي عقيدة التوحيد التي هي لبُّ عقائد الإسلام، ورُوح الوجود الإسلاميِّ: الإيمان بإله واحد فوق هذا الكون، له الخلْق والأمر، وإليه المصير، هو ربُّ كل شيء، ومدبِّر كل أمر، هو وحده الجدير أن يُعبد ولا يُجحد، وأن يُشكر ولا يُكفر، وأن يُطاع ولا يُعصى.
لقد عُني الإسلام كل العناية بالدعوة إلى توحيد الله تعالى، علمًا وعملًا، ومقاومة الشرك اعتقادًا وسلوكًا.
ولا يُقبل إيمان امرئ عند الله ما لم يقُم بتوحيده سبحانه: علمًا واعتقادًا، بأن يؤمن بأنه تعالى واحد متفرِّد في ذاته وصفاته وأفعاله، لا شريك ولا شبيه له، ولا ولد ولا والد له.
وتوحيده كذلك: قصدًا وعملًا، بأن يُفْرِده 8 بالعبوديَّة الكاملة، والطاعة المطلقة.
فتوحيد الربوبية يقتضي الإيمان بأنَّ الله جل وعلا هو الخالق الرازق المعطي المانع الضار النافع مالك الملك، وتوحيد الإلهية يقتضي الإيمان بأن الله تعالى هو وحده المستحق للعبادة، فهو المعبود بحقٍّ دون سواه، ولا يتحقق التوحيد ما لم ينضم توحيد الإلهية إلى توحيد الربوبية.
إنَّ التوحيد الخالص من شوائب الشرك إذا تحقق في حياة فرد أو قامت عليه حياة أمة آتى أينع الثمرات، وحقَّق أنفع الآثار في الحياة.
الإيمان بالملائكة:
والإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإسلام، كما جاء في القرآن الكريم، وكما ورد في السنة المطهرة. وإذا كان عالَم الشهادة: ما يشهده الحسُّ، ويقال له: العالم المنظور؛ فإن العالَم الآخر: عالم الغيب غير المنظور، وهو ما غاب عن حسِّنا وشهادتنا؛ ومنه الملائكة.