وقال تعالى: ﴿ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَـٰلُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِى يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَىْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَـٰلُ ٱلْبَعِيدُ ﴾ .
هذه الأصول أو المعاني الرئيسة في العقيدة التي أشار إلى أهميتها هذا الأصل تتركز في ثلاث عقائد:
الأولى: معرفة الله الخالق المنعم المعبود، الذي دلَّت كل الدلائل على وجوده من الفطرة والعقل وآيات الكون: ﴿ أَفِى ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ﴾ ، كما دلت على اتصافه تعالى بالعلم الشامل، والحكمة البالغة، والقدرة المطلقة، والمشيئة النافذة.
والثانية: توحيده سبحانه، فهو الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفُوًا أحد، وهو الذي لا يستحق العبادة غيره، ولا يستعان إلا به: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ .
والثالثة: تنزيهه تعالى عن كل نقص لا يليق بكماله الأعلى، ومن ذلك: مشابهته لخلقه في ذاته أو صفاته أو أفعاله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ ﴾ .
ثم فرَّع الأستاذ البنا على ذلك: الموقفَ مما عرف باسم «آيات الصفات وأحاديثها»، وما وقع فيها من خلاف طويل بين الأثريين والمتكلمين، أو بين السلف والخلف، رجَّح فيها نهج السلف، والإيمان بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل، وأيضًا من غير تشبيه ولا تمثيل، كما يقول السلف، وسنعرض لذلك بتفصيل، إن شاء الله.
معرفة الله تعالى:
خلق الله تعالى الخلق ليعرفوه سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، متَّصفًا بكل كمال، منزَّهًا عن كل نقص، فإذا عرفوه 8 كما ينبغي أن يُعرف، توجهوا إليه بالعبادة التي لا يستحقها أحد غيره، ولا يُتقَرَّب بها إلا إليه، وحمدوه تعالى كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.