فإن «الصلاة» هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، التي بُني عليها الإسلام، كما جاء في الحديث الشريف: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إلٰه إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»(1)، وهي عبادة تجب على المسلم في السفر والحضر، وفي الصحة والمرض، وفي السلم والحرب، لا تسقط بحال من الأحوال، حتى في حالة التحام الصفوف، والتقاء السيوف بالسيوف، واحتدام المعركة بين الطرفين، يصلِّي المسلم كيفما استطاع، راجلًا أو راكبًا ولو بالإيماء، دون اشتراط ركوع أو سجود أو اتجاه إلى قبلة، وهو راكب الدبابة أو الطائرة أو الغواصة أو المصفحة أو السفينة، وفي هذا يقول القرآن: ﴿ حَـٰفِظُوا عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ 238 فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَٱذْكُرُوا ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ 239 ﴾ .
والصلاة هي العبادة اليومية التي تجعل المسلم دائمًا على موعد مع الله، كلما غرق في لُجَج الحياة جاءت الصلاة فانتشلته، وكلما أنسته مشاغلُ الدنيا ربَّه جاءت الصلاة فذكَّرته، وكلما غشيه دنس الذنوب، أو غبَّر قلبه تراب الغفلة، جاءت الصلاة فطهّرته، فهي «الحمّام» الروحي الذي تغتسل فيه الأرواح، وتتطهر فيه القلوب كل يوم خمس مرات، فلا يبقى من درنها شيء، كما جاء عن ابن مسعود، عن النبي ﷺ : «تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا»(2).