الحمد لله، والصلاة والسلام على إمامنا ومعلمنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
( أما بعد)
فقد مضى من «فقه العبادات» كتاب «فقه الطهارة» بما بينَّا فيه من أحكام وقواعد، ومن وسائل ومقاصد.
والطهارة كلها مقدمة لإحدى العبادات، أو لكبرى العبادات، وهي الصلاة، العبادة التي فرضت في الإسلام قبل الهجرة بثلاث سنوات، في ليلة الإسراء والمعراج، والتي اعتبرها المسلمون عماد الدين، وقد جاء عن النبي ﷺ أنها عمود الإسلام، كما في حديث معاذ الطويل(1).
فإن «الصلاة» هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، التي بُني عليها الإسلام، كما جاء في الحديث الشريف: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إلٰه إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»(2)، وهي عبادة تجب على المسلم في السفر والحضر، وفي الصحة والمرض، وفي السلم والحرب، لا تسقط بحال من الأحوال، حتى في حالة التحام الصفوف، والتقاء السيوف بالسيوف، واحتدام المعركة بين الطرفين، يصلِّي المسلم كيفما استطاع، راجلًا أو راكبًا ولو بالإيماء، دون اشتراط ركوع أو سجود أو اتجاه إلى قبلة، وهو راكب الدبابة أو الطائرة أو الغواصة أو المصفحة أو السفينة، وفي هذا يقول القرآن: ﴿ حَـٰفِظُوا عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ 238 فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَٱذْكُرُوا ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ 239 ﴾ .
مـقـدمــة