***
تصحيح النية
***
أول ما ينبغي أن تؤسس عليه المساجد، هو: تصحيح النية، بمعنى أن يجعل العبد قصده من بناء المسجد: ابتغاء مرضاة الله، ليذكر المسلمون فيه اسم الله، ويؤدوا فرائضه، ويعظموا شعائره، ويجتمعوا على طاعته، ونصرة دينه.
ولهذا كانت المساجد تضاف إلى الله، وتسمى «بيوت الله» و«مساجد الله» كما قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ ٱللَّهِ أَحَدًا ﴾ ، ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ ﴾ .
وقال ﷺ : «وما اجتمع قوم في بيوت من بيوت الله يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا غشيتهم الرحمة...»(1) الحديث. يعني بيوت الله: المساجد.
والثواب العظيم الذي وعد به رسول الله ﷺ من بنى مسجدًا، إنما خص به من بناه لله، أو ابتغاء وجه الله، لا لطلب شهرة أو مغنم أو مراعاة للناس.
يقول عثمان 3 للصحابة عند قول الناس فيه عندما بنى المسجد النبوي ووسعه في خلافته، إنكم قد أكثرتم علي، وإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من بنى مسجدًا يبتغى به وجه الله، بنى الله له بيتًا في الجنة»، وفي رواية: «بنى الله له مثله في الجنة»(2).
1
تصحيح النية