مـقـدمــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه،
(وبعد)
فإن قضية «الإيمان» ليست أمرًا على هامش الوجود، يجوز لنا أن نغفله أو نستخفَّ به، أو نَدَعَه في زوايا النسيان، كيف وهي أمر يتعلق بوجود الإنسان ومصيره؟ بل أجد قضية الإيمان هي أعظم «قضية مصيرية» بالنظر إلى الإنسان.
إنها سعادة الأبد أو شقوته، إنها لجنة أبدًا أو لنار أبدًا، فكان لزامًا على كلِّ ذي عقل أن يفكِّر فيها، ويطمئن إلى حقيقتها.
وقد فكَّر الكثيرون من أولي الألباب، وانتهى كلٌّ منهم إلى إثبات العقيدة في الله بطريقه الخاص.
فمنهم مَن استند إلى صوت الفطرة في أعماقه: ﴿ أَفِى ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ﴾ ، ﴿ فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ .