د ـ أن هناك أموالًا جدَّت في عصرنا لم تكن معروفة في عصور الاجتهاد الفقهي، وإن كان بعضها موجودًا، فهو لم يكن بحجمه اليوم، كالعمارات السكنية الاستغلالية، والمصانع والأسهم، وغيرها. فما رأي الفقه المعاصر فيها؟ وما موقف المجتهد المسلم منها؟ لا بدَّ من جواب بالإثبات أو النفي أو التفصيل.
هـ ـ أنها لم تُعطَ عناية كبيرة لتجلية الأهداف والمقاصد الإنسانية والاجتماعية المنوطة بهذه الفريضة، لعدم شعورهم بكثير من الحاجة إليها، ونظرًا لغلبة الطابع التعبُّدي عليها، وإن كان الباحث الصبور لا يعوزه أن يجد هنا وهناك لقطات وقبسات ذات دلالة واضحة.
فلا بدَّ من تجلية هذه الأهداف، وإلقاء الضوء الكافي عليها، وبخاصة أن غلبة الشكوك والشبهات في زمننا ـ نتيجة ضعف المسلمين وتخلُّفهم، وقوَّة خصومهم وتقدُّمهم ـ جعلت العقول لا تكتفي بمعرفة الحكم حتى تدرك سرَّه وحكمته.
ولنا في تعليلات القرآن والسنة للأحكام والأوامر والنواهي بشتى أساليب التعليل وأدواته أسوة حسنة.
و ـ وبعد ذلك، أن لكلِّ عصر اهتماماته ومشكلاته الفكرية والنفسية والاجتماعية، التي تشغل أهله، وتترك أثرها في إنتاجهم العلمي، وتراثهم الفكري، ثم يأتي عصر آخر، فتنطفئ جمرة هذه المشكلات، وتخف حرارتها حتى تتحوَّل إلى رماد. على حين تثور قضايا ومشكلات جديدة تشغل أفكار اللاحقين، لم تكن ذات بال، بل ربَّما لم يكن لها وجود عند السابقين.