كما اعتبر النبي ﷺ «الصيام جُنَّة»(1). أي درعًا واقية من الإثم في الدنيا ومن النار في الآخرة، وفي الحديث: «الصيام جُنَّة من النار كجُنَّة أحدكم من القتال»(2). «الصيام جُنّة، وهو حصن من حصون المؤمن»(3).
4 ـ ومن المتفق عليه أن الغريزة الجنسية من أخطر أسلحة الشيطان في إغواء الإنسان، حتى اعتبرتها بعض المدارس النفسية هي المحرك الأساسي لكل سلوك بشري، والناظر إلى معسكر الحضارة الغربية اليوم وما يعاني من انحلال وأمراض: يتبين له أن انحراف هذه الغريزة كان وراء كثير من الأوحال التي يرتكس فيها.
وللصوم تأثيره في كسر هذه الشهوة، وإعلاء هذه الغريزة، وخصوصًا إذا دووم عليه ابتغاء مثوبة الله تعالى، ولهذا وصفه النبي ﷺ للشباب الذي لا يجد نفقات الزواج، حتى يغنيه الله من فضله، فقال: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء»(4). والباءة: كناية عن النكاح. والوجاء: الخصاء. والمراد أنه يضعف الشهوة إلى النساء.