وهو منهج لم أبتدعه وإنما هو منهج قرآني، يقول تعالى: ﴿ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ ﴾ .
ويقول: ﴿ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُۥ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ . ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ .
وهو منهج النبي ﷺ كما قالت أمنا عائشة بنت الصديق _ : ما خُيِّر رسول الله ﷺ بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا(1).
وهو المنهج الذي سار عليه الصحابة والسلف في خير القرون، حتى كانت الأحوطيات والتوسع في سد الذرائع.
وعبادة الحج أولى بالتيسير ونفي الحرج من غيرها من العبادات، فإن الرسول الكريم نهى فيها عن الغلو، وحذر منه حين قال في الحج: «إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين»(2).
وقد سئل يوم النحر عن أشياء في المناسك قدمت أو أخرت، فما سئل ﷺ عن شيء قدم أو أخر، إلا قال: «افعل ولا حرج»(3).
وإذا كان التيسير ورفع الحرج عن الناس مطلوبًا في كل زمان، فهو أشد ما يكون طلبًا في زمننا خاصة، لشدة الزحام في موسم الحج، الذي يتجاوز عدد الحجيج فيه ثلاثة ملايين حاج.