وقد ذكر القرآن الشيخوخة في مناسباتٍ شتَّى. وخصوصًا مع رسل الله الكرام، كما في قصة إبراهيم، الذي ذكر الله تعالى على لسانه: ﴿ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى ٱلْكِبَرِ إِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ ۚ إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ ﴾ .
وقد بيَّن لنا القرآن الكريم شيئًا من قصة البشارة بميلاد إسحاق، حين بشرت الملائكة امرأته به: ﴿ قَالَتْ يَـٰوَيْلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِى شَيْخًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ 72 قَالُوٓا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ ۖ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُۥ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ ۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ 73 ﴾ .
رعاية الإسلام للشيخوخة:
والناظر في تعاليم الإسلام وأحكام شريعته، يجد أنَّه قد راعى «الشيخوخة» وكبر السن من الناحية المادية، ومن الناحية المعنوية.
الكفاية المادية:
فمن الناحية المادية يجب أن يوفر للكبير ما يحتاج إليه، إلى حدِّ تمام الكفاية من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والعلاج، وإذا كان يحتاج إلى من يخدمه، فالواجب توفير ذلك له، إما عن طريق الزواج إن كان قادرًا عليه، وتائقًا إليه، أو عن طريق الأجرة.
والواجب أن يتوافر له ذلك عن طريق أبنائه إذا لم يكن عنده مورد يكفيه، لأنَّ هذا من حق الأبوين على الأبناء، وهو من الإحسان بالوالدين ومن البر الذي أمر الله تعالى ورسوله ﷺ به. ومن هنا أوجبت الشريعة نفقة الوالدين المحتاجَيْن على أبنائهما، كما ينفق على نفسه وزوجه وأولاده.