«وجعلتُ لهم: أيَّما شيخ ضعُف عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنيًا فافتقر، وصار أهل دينه يتصدقون عليه: طرحت جزيته، وعيل من بيت مال المسلمين وعياله، ما أقام بدار الهجرة ودار الإسلام»(1)
وقد كُتبت هذه الوثيقة في عهد أبي بكر 3 وأقرَّها، كما أقرها من كان مع خالد من الصحابة @ ولم يعترض عليها أحد، ومثل هذا يعد إجماعًا.
وفي عهد عمر رأى شيخًا يهوديًا يسأل الناس، فأنكر ذلك عمر، وعرف حاجته، فقال: «ما أنصفناك إذا أخذنا منك الجزية شابًا وأهملناك شيخًا!» ثم أمر خازن بيت المال أن يصرف له، ولأمثاله من بيت مال المسلمين ما يكفيه(2).
وهذا ما سار عليه خامس الراشدين عمر بن عبد العزيز فقد كتب إلى عدي بن أرطأة واليه على «البصرة» برسالةٍ جاء فيها: «وانظر من قبلك من أهل الذمة قد كبرت سنه، وضعفت قوته، وولَّت عنه المكاسب، فَأَجْرِ عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه «واستشهد لذلك بواقعة عمر مع اليهودي»(3).
توقير الكبير:
ومن القيم الإسلامية التي نوَّهت بها السنة النبوية، وكثرت فيها الأحاديث الشريفة: توقير الكبير وإجلاله والعرفان بحقه وشرفه، كالرحمة بالصغير والرفق به أيضًا.