منها حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا»(1).
وحديث عبادة بن الصامت: «ليس منا من لم يُجِلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه»(2). وهنا أيضًا حديث أنس(3) وابن عباس(4) وغيرهما. وأول ما يتبادر إلى الذهن في معنى الكبير: أنَّه الكبير في السن، وإن كان يشمل أيضًا الكبير في القدر والمقام. فإنَّ كبر السن يعطي الإنسان قدرًا وشرفًا باعتبار ما اكتسبه من تجربة السنين. وقد توارث العرب والأكراد والأتراك وغيرهم من الأمم احترام الشيوخ وإجلالهم، بمقتضى الفطرة البشرية، وأكدت ذلك تعاليم الدين، حتى قال بعض النَّاس: «الشيخ في قومه كالنبي في أمته» ورفعه بعضهم على أنَّه حديث وليس بحديث.
ومن توقير الكبير: التوسعة له في المجلس، والقيام له ليجلس مكانه، وإيثاره بالنوبة أو بموقعه في الصف أو بتقديمه على غيره مراعاة لضعفه، ونحو ذلك.