ومنذ ثلاث سنوات اتجه فكر الشيخ صالح ـ حفظه الله ووفقه لصالح الأعمال ـ إلى موضوع لا يقل أهمية عن (الاقتصاد) ويحتاج إلى فقه حي معاصر، ذلكم هو موضوع (الإعلام) وفقه الإعلام، وخصوصًا بعد أن ابتلي به الشيخ صالح، ودخل في معمعته بإنشاء راديو وتلفزيون العرب، الذي جلب عليه من النقد ما جلب، ثم إنشاء (قناة اقرأ) بتوجهها الإسلامي.
ومن هنا اجتهد صاحبنا بتنظيم ندوات فقهية في كل رمضان تبحث في موضوع من موضوعات الإعلام الشائكة. وكانت الندوة الأولى خاصة بموضوع الترفيه، والتركيز على الغناء والموسيقى، ما يجوز منه وما لا يجوز، وما الضوابط الشرعية المطلوبة لإجازة ما يجاز.
وقد طلب مني منظمو الندوة أن أكتب بحثًا في الموضوع لما يعلمون من اهتمامي به من قديم، وبفقه الإعلام بصفة عامة. فقد كتبت عن الموضوع في (الحلال والحرام)، وفي (فتاوى معاصرة)، وفي (ملامح المجتمع المسلم)، و(الإسلام والفن) وغيرها.
فكان هذا البحث الذي أعد لندوة البركة الفقهية الإعلامية الأولى في رمضان 1419هـ أساسًا لهذا الكتاب، ثم رأيت أن أتمه وأوسعه، لأحقق به وعدًا كنت قد وعدت به قرَّائي من زمن.
ولا شك أن كتابي هذا سيثير ردود أفعال متباينة، فبعض الناس بلا شك سيشيدون به ويطيرون فرحًا بما انتهى إليه.
وآخرون سيضيقون به ذرعًا، وسيشنون الغارة عليه وعلى مؤلفه، كشأن كل كتاب علمي في موضوع شديد الحساسية كموضوع الغناء والآلات.