ولهذا كانت من الفرائض القرآنية التي لم يُولِها الناس عناية كافية: فريضة الحضِّ على طعام المسكين، فإذا كان بعض الناس لا يستطيع أن يطعم المسكين لفقره ومسكنته هو، فكلُّ الناس قادر أن يحضَّ غيره على إطعام المسكين، ولو بكلمة يقولها. قال تعالى: ﴿ أَرَءَيْتَ ٱلَّذِى يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ 1 فَذَٰلِكَ ٱلَّذِى يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ 2 وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ 3 ﴾ ، فهذا شأن الكافر الجاحد، الذي لا يؤمن بلقاء الله وحسابه في الآخرة.
وذمَّ القرآن المجتمع الجاهلي الذي يقوم على القسوة والأثرة، فقال يخاطب هؤلاء: ﴿ كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ 17 وَلَا تَحَـٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ 18 ﴾ .
ركن الزكاة:
وفعل الخير في الإسلام أنواع ومراتب: أعظمها ما جعله الإسلام أحد أركانه الخمسة، وفرائضه العظيمة، وهو: إيتاء الزكاة، الركن الثالث في الإسلام، وشقيقة الصلاة، التي قُرنت بها في كتاب الله في ثمانية وعشرين موضعًا، والتي جعل الإسلام عليها حرَّاسًا ثلاثة:
1 ـ حارس الإيمان من داخل ضمير الفرد المسلم.
2 ـ وحارس المجتمع، الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
3 ـ وحارس السلطان والدولة، المكلفة بأخذ الزكاة من الأغنياء لتردَّها على الفقراء، بواسطة «العاملين عليها» أي المكلَّفين من الدولة بتحصيل الزكاة من أربابها، وتوزيعها على مستحقِّيها، فمَن لم يدفعها طوعًا أُخذت منه كرهًا.
صدقة الفطر:
وهناك صدقة الفطر، التي تجب بالفطر من رمضان بمناسبة قدوم عيد الفطر، والتي شرعها النبي ﷺ «طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين»(1)، أي إسعافًا لهم في يوم العيد.