6 ـ الحضِّ على الخير:
ومن أعظم دلائل الخير: إطعام المسكين، حتى لا يهلك جوعًا، والناس إلى جواره يطعمون ويشبعون!
قال الله تعالى: ﴿ أَرَءَيْتَ ٱلَّذِى يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ 1 فَذَٰلِكَ ٱلَّذِى يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ 2 وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ 3 ﴾ ، وقال في شأن الكافر الذي استحقَّ دخول الجحيم: ﴿ إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ 33 وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ 34 ﴾ ، وينكر الإسلام على المجتمع الجاهلي تركه لهذه الفريضة: ﴿ كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ 17 وَلَا تَحَـٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ 18 ﴾ .
وهنا أضاف الإسلام إلى فريضة إطعام المسكين: فريضة الحضِّ على طعام المسكين. ومثل طعام المسكين: كسوته ونفقته، ورعاية سائر ضروراته وحاجاته.
7 ـ نيَّة الخير:
فمَن لم يكن لديه قدرة على فعل الخير، فليجعل ذلك من نيَّته، فربما كانت نيَّة المرء خيرًا من عمله، كما في حديث أبي كبشة الأنماري 3 : أنَّه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتَّقي فيه ربه، ويصِل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقَّا، فهذا بأفضل المنازل؛ وعبد رزقه الله علمًا، ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالًا لعملتُ بعمل فلان. فهو بنيَّته، فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالًا، ولم يرزقه علمًا، يخبط في ماله بغير علم، ولا يتَّقي فيه ربه، ولا يصِل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأخبث المنازل؛ وعبدٌ لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو أنَّ لي مالًا لعملتُ فيه بعمل فلان. فهو بنيَّته، فوزرهما سواء»(1).